الديتوكس اليومي: كيف تساعد جسمك على التخلص من السموم؟

![]() |
الفرق بين الجوع الحقيقي وجوع المشاعر |
تخيّل هذا المشهد...
ليلة شتوية هادئة، المطر يقرع على زجاج النافذة، وأنت جالس على الأريكة ملفوفًا ببطانية دافئة. فجأة، تشعر برغبة عارمة في تناول قطعة شوكولاتة، ثم أخرى، ثم تفتح كيس رقائق البطاطا، ثم تتوجه للمطبخ بحثًا عن أي شيء يؤكل. هل أنت جائع فعلًا؟ أم أن شيئًا آخر يتحرك في داخلك؟
مرّت سارة، وهي شابة في أواخر العشرينات، بنفس التجربة. بعد يوم عمل طويل مليء بالتوتر، عادت إلى المنزل وهي تشعر بالإرهاق والغضب. بدلًا من أن تستحم أو تخرج للتنزه أو تتحدث مع صديقة، توجهت مباشرة إلى الثلاجة. لم تكن جائعة حقًا. لكنها تناولت قطعة كعك، ثم أخرى، وانتهى بها المطاف بالشعور بالندم.
في صباح اليوم التالي، نظرت سارة إلى نفسها في المرآة وسألت: لماذا أتناول الطعام عندما لا أكون جائعة؟
وهنا تبدأ رحلتها مع فهم الأكل العاطفي.
الأكل العاطفي هو استخدام الطعام كوسيلة للتعامل مع المشاعر، وليس لتغذية الجسم. في لحظات التوتر، الحزن، الملل، أو حتى الفرح، نلجأ أحيانًا للطعام كوسيلة للتسلية أو الهروب.
لكن الفرق الجوهري بين الجوع الحقيقي وجوع المشاعر يمكن تمييزه إذا انتبهنا جيدًا.
يتطور تدريجيًا.
تشعر به في معدتك.
أي نوع من الطعام يمكن أن يشبعك.
ينتهي عند الشعور بالشبع.
لا يُشعِرك بالذنب بعد الأكل.
يظهر فجأة.
تركز على نوع معين من الطعام (عادة السكريات أو الأطعمة الدهنية).
لا تشبع مهما أكلت.
يأتي مع مشاعر قوية مثل التوتر، الغضب أو الوحدة.
يتبعه شعور بالذنب أو الندم.
مروان، موظف ناجح في شركة كبيرة، كان يجد نفسه كل مساء يتناول وجبة دسمة رغم تناوله الغداء قبل ساعات. عند التحدث معه، تبيّن أن وجبته الليلية لم تكن بدافع الجوع، بل كانت محاولة للهروب من ضغط العمل ومشاعر القلق. ومع الوقت، بدأ يشعر بثقل نفسي وجسدي.
لكن عندما بدأ بتتبع مشاعره يوميًا، لاحظ أن الأكل لم يكن يُشعره بتحسن حقيقي، بل مجرد راحة مؤقتة. وبدأ يستبدل تلك اللحظات بتمارين التنفس، المشي، والكتابة عن مشاعره.
لأن الطعام يمنحنا شعورًا فوريًا بالراحة. عند تناول السكريات أو الأطعمة الدهنية، يفرز الدماغ مواد كيميائية تمنحنا شعورًا بالسعادة، مثل "الدوبامين". لكن هذه السعادة مؤقتة، وتُخفي تحتها مشاعر لم تُعالَج بعد.
كل واحد منّا مرّ بلحظات أكل فيها بدافع المشاعر، وهذا طبيعي. المهم هو أن نتعلم كيف نكون أصدقاء لمشاعرنا، لا عبيدًا لها. الطعام وسيلة للعيش، وليس وسيلة للهروب.
تمامًا كما فعلت سارة ومروان، يمكنك أنت أيضًا أن تبدأ اليوم رحلتك نحو وعي أعمق بنفسك وعلاقتك بالطعام.
هل سبق لك أن وجدت نفسك تأكل دون أن تكون جائعًا؟ كيف تعاملت مع الأمر؟
شاركنا تجربتك في التعليقات، ولا تنسَ متابعة المدونة لمواضيع قادمة عن الصحة النفسية والتغذية الواعية.
وإذا كان لديك اقتراحات لموضوعات تود قراءتها، يسعدني سماعها منك!
تعليقات
إرسال تعليق